لِمَاذا دَائماً أصحَابُ القُلُوب البَيضَاء النَقيّة
هُم أكثَر النَاس حُزناً وَتَألُماً !
هَلْ لَأنّ الحُزنَ أنيقٌ جداً فِي اختِيَاراته كَما يَدَعُون !
إنْ كَان كَذلِك ،
فَإني لَا أرَى بذلِك أي أناقَة أو جَمال !
بَل إرَاهُ نَوعاً مِن الحَماقَة رُبما
أو الشُذوذ النفسي !
كَقَاتِل مريض نَفسياً ،
يَهوَى رؤيَة ضَحاياه يُعذبون ،
قَبلَ أن يَقضِي عَليهِم تَماماً !
فَتجدهُ يَتفَنَن فِي إختيَار أكثَرهُم ضَعفاً وَرقَة !
وَهكذا يَفعَل الحُزن بنَا ،
يَختار أكثَر القُلوب طُهراً ونقَاءً
حَتى يكُون وَقعهُ عَليه عظيماً جداً !
هَل هُو ذَنبُ الحُزن فعلاً ؟!
هَل هُو مُجرمٌ حقاً ؟!
أم أنّي ظَلمتُه بمثلِ هَذه التُهمَة !!
لَعلَهُ بريءٌ مِنهَا !
لَعَلهُ يَجتَاحُ أيّ قَلب يُصَادفهُ
دُونَ سَابقَ تَخطِيط مِنهُ
فَإن كَان قَلباً رقيقاً لَيناً ،
ضَعُفَ وَهَوى ،
وَاستَقبلهُ بالذبُول وَنزف الألَم !
وَإن كَان غَير ذَلِك قَاسياً مُتحجراً
رَفَض استِقبَاله وَأغلَقَ دونهُ كُلَ بَاب !
وَمَا أثَرت به سِهامُ الحُزن ،
مَهما كَانَت حادَة أو صُلبَة !
هَل هُو ذَنبُ الحُزن أم ذَنبُ القَلبَ المُستَقبلَ لَهُ ؟!
لَستُ أدري !!